الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات

 

من الأسباب التي تؤدي الى تعاطي المخدرات:

 * تأثير الأصدقاء:

لاشك أن للأصدقاء والأصحاب دوراً كبيراًفي تأثير على اتجاه الفرد نحو تعاطي المخدرات ، فلكي يبقى الشاب عضواً في الجماعة فيجب عليه أن يسايرهم في عاداتهم واتجاهاتهم.

فنجده يبدأ في تعاطي المخدرات في حالة تعاطيها من قبل أفراد الجماعة، ويجد الشاب صعوبة في ﺇتقان تعاطي المخدرات (حتى ولو حاول ذلك).

من أجل أن يظل مقبولاً بين الأصدقاء ، ولايفقد اﻹتصال بهم.

 

وقد بينت ﺇحدى الدراسات أن الشباب يحصلون على المخدرات من أصدقائهم الذين في مستوى سنهم ، ﺇن التناقص الذي يعشه الشاب في المجتمع قد يخلق لديه الصراع عند تكوينه للاتجاه نحو تعاطي المخدرات فهو يجد نفسه بين مشاعر وقيم رافضة وأخرى مشجعة  وعندما يلجأ الى الأصدقاء الذين لهم ثقافة تشجيع المتعاطي فان تورطه في مشاكل التعاطي واﻹدمان على المخدرات تكون واردة.

 

ﺇن ظاهرة التجمع والشلل بين الشباب من الظواهر السائدة في المجتمعات العربية، وهذا ما يلاحظ في تجمع الشباب في الشولرع والأندية ، والرحلات الأسبوعية ، والتجمع الدوري في بيوت أحد الأصدقاء والسهرات في ليالي الجمع وفي العطلات الرسمية ، وهذه التجمعات كثيراً ما تؤثر على سلوك الأفراد سواء باﻹيجاب أو بالسلب .

ﺇن مجارات الأصدقاء عامل من العوامل الرئيسية في تعاطي المخدرات ، وقد يكون السجن قصداً للصحبة السيئة فعند ﺇيداع الشاب المنحرف وغيرهم وتتأصر علاقتة بهم حتى بعد خروجه من السجن حيث يشكلون صحبة جمعها السلوك المنحرف ويبدأ في الانغماس في تناول المخدرات ، أو الانجاز فيها ، ومما يساعد على ذلك عدم تقبل المجتمع للشخص المنحرف وصعوبة الانخراط مع الأسوياء وحتى الأهل يكون موقفهم سلبياًفي بعض الأحيان حفاظاً على سمعتهم ومكانتهم بين الناس ، ولايجد الشاب أمامه ﺇلا طريقاً واحداً وهو جماعات السجن التي تتقبله بصدر رحب وتشعره بالاستحسان والرضا.

* تأثير الأسرة:

تقوم الأسرة بدور رئيسي في عملية التطبع الاجتماعي للشباب فهي الجماعة التي يرتبط بها بأوثق العلاقات وهي التي تقوم بتشكيل سلوك الفرد منذ مرحلة الطفولة ، ويمتد هذا التأثير حتى يشمل كل الجوانب الشخصية ، وتدل معظم الدراسات بمالايدع مجالاًً للشك أن الشباب يعيشون في أسرة مفككة يعانون من المشكلات العاطفية والاجتماعية بدرجة أكبر من الذين يعيشون في أسر سوية، وأن أهم العوامل المؤدية الى تفكيك الأسرة هي الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو عمل الأم أو غياب الأب المتواصل عن المنزل ، كما أن ﺇدمان الأب على المخدرات له تأثير ملحوظ على تفكك الأسرة نتيجة ما تعانيه أسرة المدمن من الشقاق والخلافات لسوء العلاقة بين أفراد الأسرة .

 

ويعتقد بعض الباحثين أن هناك صفات مميزة للأسرة التي يترعرع  فيها متعاطو المخدرات وأن أهم الصفات التي تتميز بها هذه الأسرة عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجرة ، ويعتبر الطلاق من العامل المسببة للتصدع الأسري وجنوح الأحداث ، لأن الطلاق معناه بالنسبة للحدث الحرمان من عطف أحد الوالدين او كليهما والحرمان من الرقابة والتوجيه والارشاد السليم.

 

وفي الأرجنتين أجريت دراسة على (1000) حالة من الأحداث لمعرفة تأثير الأسرة على الادمان على المخدرات ، واوضحت الدراسات أن نسبة كبيرة من الأحداث قد قد تعرفوا على العقاقير المثيرة لنفس عن طريق تعاطي العقاقير الطبية التي يصفها الطبيب لأحد أفراد الأسرة أو التي تتعاطاها الأم من تلقاء نفسها ، ووجد أن اﻹسراف في استهلاك هذه العقاقير يشكل قاسماً من عادات الأسرة مما يؤدي الى اكتساب الأبناء عادة تعاطي هذه العقاقير لأغراض مختلفة.

 

وتؤثر الرقابة الأسرية وبخاصة  وجود الأب بدوره على انحراف الشباب نحو تعاطي المخدرات ، فهي تقلل من فرص احتكاكهم بالجماعات المنحرفة ، كما تساهم في توجيههم وﺇرشادهم ، ونجد أن المخدرات ينتشر بين أوساط الشباب التي تكون رقابة الوالدين ضعيفة أو معدية .

 

* ضعف الوازع الديني:

ﺇن موقف اﻹسلام من تحريم الخمر والمخدرات صريح وواضح فمن الأساسية في اﻹسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة اﻹنسان ، وأن تعاطي المخدرات يؤدي الى مضار جسيمة ونفسية واجتماعية للمتعاطي ،ويقول الله تعالى ﴿ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة﴾.

 

ﺇن الشخص المؤمن والملتزم بشريعة الله لايمكن أن يقدم على تعاطي هذه المواد التي تسبب خطراً على صحته وعلى أسرته ، ويقول شيخ اﻹسلام ﺇبن تميمة : {أن الحشيشة تورث مهانة آكلها ودناءة نفسه وانفتاح شهوته ما لا يورثه الخمر ففيها من المفاسد ما ليس في الخمر ، وﺇن كان في الخمر مفسدة ليست فيها وهي الحدة}.

 

فهي بالتحريم أولى لأن ضرر آكل الحشيش على نفسه أشد من ضرر الخمر ، وضرر شارب الخمر على الناس أشد ﺇل أنه في الأزمان لكثرة أكلة الحشيشة صار الضرر الذي فيها على الناس أعظم من الخمر وﺇنما حرم الله المحارم لأنها تضر أصحابها ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿كل مسكر خمر وكل مسكر حرام﴾ ، وهذه مسكرة ولو لم يشملها لفظ بعينها لكان فيها من المفاسد ما حرمت الخمر لأجلها مع أن فيها مفاسد أخرى بغير مفاسد الخمر توجب تحريمها ، وقد اخرج أبو داود وأحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿نهى عن كل مسكر ومفتر﴾ وقيل المفتر الذي يحدث في الجسم فتورا ًوتراخياً وضعفاً .

والمعروف ؟أن جميع المخدرات تحدث هذه الأضرار في الجسم، ويقول اﻹمام المحق ﺇبن القيم : {أن الخمر يدخل فيها كل مسكر مائعاً كان أو جامداً أو عصيراً أو مطبوخاً فيدخل فيها الحشيش والأفيون لأنه كله خمر . 

 

طرق التعاطي

أوردت طرق الاستخدام هذه لكي يكون هناك وعي كافي بهذا الوباء فهو من باب (عرفت الشر لا للشر لكن أتقيه) فعندما ترى ﺇنسان بحوزته أدوات تعاطي المخدرات (كاﻹبر والقصدير ) فان هذا يدعوك للريبة في حالة ، وتزيد المسؤلية على المربين وأولياء الأمور مما يتوجب الحذر وأخذ الحيطة وهناك عدة طرق لتعاطي المخدرات منها :

 

1- عن طريق الفم :

ومن ذلك الشراب (  الخمر ) بأنواعها حيث يشرب عن طريق الفم وأيضاً القات (التخزين ) حيث يمضغ ويخزن في الجزء الأيمن أو الأيسر من الفم (الشدق ) وهذا على سبيل المثال وليس لبحصر لأنه كما تعلم فالمخدرات أخذت أسماءً وأشكالاً جديدة بين الفترة والأخرى.

ويدخل في الفم أيضاً الاستنشاق عن طريق الفم ، كما يفعل في التدخين سواءً الحشيش أو غيره.

 

2- عن طريق الشم :

عن طريق الأنف حيث يستنشق ذلك المسحوق المخدر على سبيل المثال ( الههروين – لأفيون ) بالأنف فيدخل عبر الخياشيم الى الدماغ فيؤدي أعراضاً مخدرة رهيبة لسرعة وصوله الى الدماغ .

 

3- عن طريق اﻹبر :

حيث يتعاطى المدمن تلك السموم بواسطة الحقن عبر الوريد فتسير المادة عبر الدم فيمتص الجسم تلك المادة المخدرة وبالتالي تصبح جزءاً من تركيبة الدم وبالتالي لا يستطيع الجسم أن يستغني عنها ﺇلا على شكل ﺇعطائه جرعات تدريجية حتى يصبح الوضع طبيعياً بالنسبة لتركيبة الدم.

علامات المتعاطي

 

العلامات الدالة على متعاطي الحبوب المنبهة

 

كثرة الحركة والكلام وعدم اﻹستقرار ….بلاوعي.

1

وتوتر وشعور بالتمرد النفسي واﻹضطهاد نفاذ الصبر والتشكك في الآخرين مما يؤدي به ﺇثارة الشغب وﺇرتكاب أعمال العنف دون سبب.

2

كثرة حك الأنف لجفاف الغشاء المخاطي .

3

رائحة كريهة من الفم وتبدو الشفاه متشققة أحياناً فيقوم بترطيبها باللسان .

4

تقرحات وخدوش بجسمه خاصة بالذراعين والصدر نتيجة حك الجلد بشدة ولشعور وهمي بلدغ الحشرات .

5

ﺇحدقة العين والتأثر بالأضواء بالأضواء العاكسة .

6

عدم الميل الى الطعام واضطرابات في الجهاز الهضمي.

7

ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات في القلب وآلآم في الصدر .

8

زيادة كبيرة في افراز العرق .

9

البلادة- التفكير البدائي – ضعف الذاكرة- صعوبة التفكير وعدم الثبات.

10

الضحك أو البكاء بدون سبب .

11

ميول انتحارية عند التوقف عن التعاطي .

12

رعشة في اليدين .

13

عدم القدرة على النوم مع ﺇرهاق وتوتر شديد نتيجة وجود المادة المنبه في جسمه .

14

 

تنبيه عام :

المتعاطي للحبوب المنبهة يلجأ الى تعاطي مادة منومة حتى يتمكن من النوم وعندما يستيقظ يجد نفسه خاملاً مجهداً لأنه لايزال تحت تأثير المهبط للنوم فيلجأ الى تعاطي المنبه لاسترجاع نشاطه  وهكذا لايستطيع النوم بدون منوم ولا اليقظة بدون منشط وبذلك يقع الشخص فريسة لهذه السموم الفتاكة.

 العلامات الدالة على متعاطي القات :

 

شعور زائف بالانتعاش مع كثرة الكلام والحركة .

1

سرعة الانفعال والهياج لأتفه الأسباب خاصة عند سائقي السيارات.

2

عرق غزير نتيجة درجة حرارة الجسم .

3

سرعة التنفس .

4

اتساع حدقة العين والتأثير بالأضواء العاكسة .

5

 

العلامات الدالة على متعاطي الحشيش المخدر:

جرعة قليلة :

 

جفاف الفم واحمرار العينين .

1

ثقل بالأطراف وشعور بالدوخة .

2

شعور بالبلادة والكسل والخمول .

3

عدم القدرة على تقدير الزمن والمسافات .

4

الشعور الشديد بالميل الى النوم .

5

 

 أثر استعمال جرعة كبيرة :

 

صعوبة الادرك مع النسيان الأحداث حتى القريبة منها .

1

اضطراب التفكير .

2

هذيان (كالجنون )

3

الشعور بالخوف والذعر .

4

الحاجة المتكررة الى التبول .

5

 

أثر استعمال الشمة

 

ما هي الشمة ؟

هي عبارة عن مسحوق أصفر مائل للاصفرار ويحتوي على مسحوق مادة التبغ مخلوطاً بمادة بيضاء بلورية تسمى "دقدقة" ويطلق عليها أسماء مختلفة حيث ينتشر استعمالها في عدة بلدان منها السويد وأمريكا وبعض الدول العربية.

 خطورة استعمالها على الفم والأسنان :

 

تحتوي الشمة على مادة النيكوتين بنسبة 5% جرام ،وتعتبر هي المادة الفعالة في الشمة وهي مهيجة للغشاء المخاطي للفم .

1

توجد مادة عالية القلوية في مسحوق كربونات الصودا المائية والذي تحتويه الشمة وهذا المسحوق يساعد على امتصاص بواسطة الأغشية المخاطية بسرعة .

2

توجد المادة القلوية على شكل بلورات وهذا يشكل خطورة على الأسنان والفم لأن عملية احتكاك هذه البلورات الملحية أثناء مضغ الشمة أو استحلابها يؤدي الى تهيج كيميائي للغشاء المخاطي للفم وهذا يؤدي وجود بقع بيضاء مكان استعمال الشمة وبطول فترة استعمال الشمة تؤدي هذه البقع البيضاء الى سرطان الفم .

3

ان استعمال الشمة يشوه منظر الأسنان ويلونها بلون بني غامق غير مقبول .

4

ان مضغ الشمة أو استحلابها لفترات يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وزيادة النبض والدوخة وسرعة ضربات القلب .

5

 

العلاج

  

هنالك ثلاث مراحل حددتها منظمة الصحة العالمية :

 

أ- المرحلة الأولى " المبكرة" :

ويتطلب ذلك الرغبة الصادقة من جانب المدمن نظراًلدخوله في مراحل كفاح صعبة وشديدة وصراعات قاسية وأليمة بين احتياجاته الشديدة للمخدر وبين عزمه الأكيد على عدم التعاطي والاستعداد لقبول المساعدة من الفريق المعالج وبالذات الأخصائي النفسي وقد تستمر هذه المرحلة فيما بعد أياماً وأسابيع.

 

ب- المرحلة الثانية " المتوسطة " :

بعد تخليص المدمن من التسمم الناجم عن التعاطي وبعد أن يشعر أنه في حالة طيبة بعدها تظهر مشكلات المرحلة المتوسطة من نوم لفترات طويلة وفقدان للوزن والاتفاع في ضغط الدم وزيادة في دقات القلب تستمر هذه الأعراض عادة بين ستة أشهر الى سنة على الأقل لتعود أجهزة الجسم الى مستوياتها العادية .

 ج- المرحلة الثالثة "الاستقرار":

وهذا يصبح الشخص المعالج في غير حاجة الى الخدمات أو المساعدة بل يجب مساعدته هنا في تأهيل نفسه وتذليل ما يعترضه من صعوبات وعقبات والوقوف بجواره ويجب هنا أن يلاحظ أن هذه المرحلة العلاجية يجب أن تشتمل على تأهيل المدمن نفسياًوذلك في تثبيت الثقة بنفسه وفحص قدراته وتوظيف مهاراته النفسية ورفع مستواها وتأهيله لاستخدامها

 في العمل الذي يتناسب معها وتأهيلها اجتماعياً وذلك بتشجيع القيم و الاتجاهات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين واستغلال وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة .